باب : ما جاء في المصورين .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المدخل : الله سبحانه خلق جميع المخلوقات وصورها على احسن صوره ، وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة فأحسن خلقها ، قال الله تعالى : (الذِي أَحسَنَ كُل شَيءٍ خَلَقَهُ ...). والمصور اذا صور صوره على شكل ما خلقه الله من ذوات الأرواح فقد وقع في كبيرة من كبائر الذنوب و استحق بذلك الوعيد الشديد على فعله ؛ لما في التصوير من مضاهاة خلق الله ، ولآنه وسيله من وسائل الشرك .

1- عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (قال الله تعالى : ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة ، او ليخلقوا حبة ، او ليخلفوا شعيرة) .

معاني المفردات :

فليخلقوا ذرة : امر تعجيز وتحد .
ذرة : النمله الصغيرة .
حبة : حبة حنطة .
شعيرة : نوع من الحبوب .

عناصر الدرس :

اولاً : حكم التصوير والحكمة من تحريمه :

ينقسم التصوير إلى قسمين :
1- تصوير ما لا روح فيه كالجبال والأشجار . فهذا جائز .
2- تصوير ذوات الأرواح من إنسان او حيوان بالنحت والتجسيم كالتماثيل التي تنصب في المجالس او ما ينصب من الاصنام و التماثيل التي تنصب بالحدائق والميادين فهذا من المحرمات اما الصور الفوتوغرافيه فغير داخله في هذا الوعيد لا سيما كانت مما تدعو إليه الحاجه كإثبات شخصيه وجواز السفر وتصوير المجرمين ونحوه .

ثانياً : قدرة الله وعجز المصورين :

في الحديث بيان ان أظلم الناس الذين يصورون الصور وينحتونها على شكل خلق الله وقد تحداهم الله ان يخلقوا ذرة فيها روح تتصرف بنفسها كالذرة التي خلقها الله ، بل انهم عاجزون عن خلق م هو ادنى من ذلك ، حبه او شعيرة فيها طعم تؤكل وتزرع وتنبت ؛ لآن الله سبحانه المتفرد بالخلق وحده .

..........

تابع باب : ما جاء في المصورين .

2- ولهما عن عائشة - رضي الله عنها - : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله) .
3- ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (كل مصور في النار يجعل بكل صوره صورها نفس يعذب بها في جهنم) .
4- لمسلم عن ابي الهياج قال :قال : قال لي علي - رضي الله عنه - : ألا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ (ان لا تدع صوره إلا طمستها ، ولا قبر مشرف إلا سويته) .

معاني المفردات :

يضاهئون : يشابهون .
يجعل له بكل صورة صورها نفس : يجعل الله لف في كل صورة صورها روحاً .
لا تدع : لا تترك .
مشرفاً : مرتفعاً .
سويته : جعلته مساوياً للآرض .

عناصر الدرس :

اولاً : عقوبة المصور لذوات الأرواح :

بين صلى الله عليه وسلم في الأاديث الأولى عقوبة المصور ، وهي :
1- انه اشد الناس عذاباً يوم القيامة .
2- انه يعذب بما صنعت يده يجعل له بكل صوره صورها روح يعذب بها في نار جهنم .

ثانياً : بيان هديه صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه في الصور والقبور :

يعرض علي رضي الله عنه على ابي الهياج ان يوجهه إلى القيام بالمهمه التي وجهه إليها رسول الله صلى الله عليه سلم ، وهي :
1- إزالة الصور ومحوها ؛ لما فيها من مضاهاة خلق الله ولآنها وسيله من وسائل الشرك .
2- تسوية القبور العاليه حتى تصير مساويه للأرض (فلا ترفع إلا قدر شبر حتى لا تداس) ، فرفعها فوق ذلك وسيله للشرك وعبادة اصحابها .
فلما وقع التساهل في ذلك وقع المحذور وعظمت الفتنه بأصحاب القبور فصرفت لها انواع العبادات كالدعاء والذبح . وذلك شرك اكبر .
فالواجب على المسلم ان يكون مجتنباً لتصوير ذوات الأرواح ؛ لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد .

منقول من كتابي التوحيد