الطاقة النوويه في خدمة الأنسانيه

ما تزال مخاطر استخدام الطاقة النووية هاجساً مقلقاً للبشرية . إذ لم تختف من ذاكرة العالم مشاهد الرعب والدمار

في (هيروشيما) اليابانية في إثر إسقاط اول قنبلة نووية أمريكية عليها , وازداد القلق والرعب بعد حادثة ( تشرنوبل )

المروعة عام ألف وتسع مئة وستة وثمانين للميلاد الموافق لعام ألف وأربع مئة وستة للهجرة , التي دفعت أنصار البيئة

للتصدي للمشروعات النووية ورقتها .

إلا أن العديد من الدول الصناعية اخذت على عواتقها تطوير تلك المشروعات ؛ لتأمين الطاقة من الانفعالات , ولطمأنة

البشرية على دقة وأمن المفاعلات النووية , بل وتوجيهها توجيهاً سليماً نافعاً للبشرية يفي بمتطلباتها المختلفة الطبية

والصناعية والنفطية والزراعية , وكذا في مجال انتاج الطاقة ذاتها .

ففي المجال الطبي استخدمت الأشعة النووية لعلاج الكثير من الحالات المرضية المستعصية مثل : السرطان , وأمراض الدماغ , وأورام الرقبة .

ولا يكاد يخلو مشفى متقدم من أجهزة الفحص والتحليل والمعالجة التي تطبق التقانة النووية , بل ان عمليات التعقيم الإبر والأدوات الطبية تجرى الآن ــ على نطاق واسع ــ عن طريق تعريضها لحزم من أشعة ( جاما ) لإبادة الجراثيم والميكروبات .

أما في المجال الصناعي فقد اضحت كثافة الكثير من المواد تقاس بمقاييس خاضعة لأجهزة نووية , مثل قياس كثافة كميات الحديد في السيارات ومحركات الطائرات النفاثة وهياكلها .

كما استخدم الإشعاع في فحص المنتوجات الصناعية , وتحسين الكثير من صفاتها , وإكسابها خواص جديدة ,
كتحوير صفات بعض أنواع ( البلاستك ) برفع درجة تحملها الحرارة العالية , وزيادة متانتها وقدرة تحملها لعوامل الشد الميكانيكية ؛
ما أعان على تصنيع حُقَنٍ وعبوات بلاستيكيةٍ ووصلات ذات قدرى عالية على تحمل الجهد الكهربائي العالي .

كذلك استخدمت الأشعة في الحصول على خرسانة مدعمة ( بالبلاستيك ) المحور بالإشعاع تعد افضل مرونة وأكثر صلابة من سابقتها . كما احدثت هذه الأشعة ثورة في صناعة ( البيتروكميائيات ) كإنتاج منضفات كميائية , وإكساب زيوت التشحيم خواص افضل .

وتستخدم النظائر المشعة في قياسات مختلفة داخل آبار النفط لتحديد خواص الطبقات , مثل الكثافة والمسماية , وتحديد كميات المكونات النفطية , مثل الزيت والغاز في المياه المالحة ؛ ما يختصر الكثير من الوقت والجهد والمال .

وكان للاشعة النووية دور مهم في تحقيق اكتشافات أثرية وتاريخية عظيمة ؛ إذ ساعدت في معرفة أعمار الكثير من الآثار التأريخية بفحص عينات العضام والنباتات القديمة .

أما تطبيقات الإشعاع النووي في مجال الزراعة فبحر زاخر لا ساحل له , فيستخدم في مقاومة الآفات الزراعية بأن يسلط
الإشعاع النووي على ذكور حشرات ذبابة الفاكهة ــ مثلاً ــ لتصيبها بالعقم , كما يستخدم الإشعاع

في حفظ الأطعمة كالالبان واللحوم والاسماك , وفي منع تزريع البطاطس وفي تنبيت البصل و الثوم , وتعقيم الدقيق والحبوب , وابتكار سلالات محسنة من نباتات او محاصيل في وقت قياسي .

واستعين بالأشعة النووية في دراسة التربة المختلفة , فأمكن بواسطتها قياس رطوبة التربة ؛ لرفع كفاءة الري وتقرير حاجات المحصولات إليه .

وفي مجال تربية الحيوان , يستخدم ( اليود ) المشع في الكشف عن صفات إدرار لبن الأبقار , كما يستخدم ( البوتاسيوم ) المشع في الكشف عن صفات إنتاج اللحم الأحمر الخالي من الدهون .

وللأشعة النووية استخدامات مثيرة في مجال الكشف عن الجريمة ؛ ما يساعد على معرفة المجرمين , وتحديد هويتهم .

وإذا كانت الطاقة الكهبائية ضرورية للحياة اليومية , فلا افضل من الطاقة النووية التي تولد كثيرا منها , فنسبة خمسة وعشرين في المئة من كهرباء العالم الآن تنتجها محطات نووية .

ومن عجيب هذه الطاقة الفريدة أنها تولد طاقة كهربائية في معدات تستخدم في اماكن نائية , او في تسيير السفن والغواصات التي تمخر عباب البحار والمحيطات دون الحاجة إلى توقف للتزود بالوقود .

كما حققت الذرة الكثير من الإنجازات عندما تمكنت من نقل البيانات الفضائبة إلى الارض , وتزويد المركبات بالطاقة لسنوات طويلة .

إن ما قدمته الطاقة النووية من خدمات جلى للإنسانية حتى الآن ينبئ عن إمكان توسع استخداماتها خلال القرن القادم , ولاسيما في مجالي الطاقة والفضاء .

معلومات مهمة

بدايات تصور الذرة

في بداية القرن التاسع عشر , قدم الكميائي البريطاني ( جون دالتون ) الذي عاش في فترة من عام ألف وسبع مئة وستة وستين وحتى عام ألف ومئتين وتسعة وخمسين للهجرة للميلاد الموافق لعام ألف ومئة وتسعة وسبعين للهجرة وحتى عام ألف ومئتين وتسعة وخمسين للهجرة
ــ قدم تصوراً للذرة , وافترض انها اصغر جزء من العنصر الواحد تكون متشابهة تماماً , ولكنها تختلف عن ذرات بقية العناصر الأخرى , وقد أثبت العلم ان هناك ماهو أضغر من الذرة وهو الجزيء الذي يتحرك بسرعة مذهلة تأخذ من الزمن واحداً على مليون من المليون من الثانيه , ولم يكن من الممكن رصد حركته وتصويرها .
حتى جاء العالم المصري المسلم أحمد زويل ليذهل العالم في عام ألف وتسع مئة وخمسة وثمانين للميلاد باكتشاف أصغر وحدة زمنية ( فمتو ثانية ) femtosecond تستطيع رصد حركة الجزيء وتصويرها بسرعة واحدة على مليون من البليون من الثانية

المفاعل النووي

تتم عملية انشطار النواة في جهاز خاص يعرف باسم المفعل النووي .
والوظيفة الرئيسية لهذا المفعل هي : التحكم في عملية الأنشطار , وإطلاق الطاقة الناتجة منها بصورة تدريجية حتى يمكن الاستفادة من هذه الطاقة وتجنب حدوث الاخطاء .